الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

.{} الشخصية المصرية وتغييرها في الثلاثة عهود الماضية {}. نستكمل الجزء الثاني من الماضي المؤلم والحاضر المشهود والمستقبل المنتظر تبني البلاد بعلو الهمة ومحو الظلمة وتكاتف الأمة.

.{} الشخصية المصرية وتغييرها في الثلاثة عهود الماضية {}.
نستكمل الجزء الثاني من
الماضي المؤلم والحاضر المشهود والمستقبل المنتظر
تبني البلاد
بعلو الهمة ومحو الظلمة وتكاتف الأمة.
نتبين انفراجة في الكتابة والمرارة داخل الوطن: أن نكتب هو أن نبحث عن قراءات مفقودة تتميّز عن السائد الرتيب والكئيب والمريض بثارة من التخيّل وبأبعاد جماليّة وبألوان  تنضاف لما هو  رماديّ ومظلم تأسيسا لألوان تجعل الحياة ممكنة، غير أنّ الكلام يضحى صعبا على تخوم وطن وأمة نعشقها إلى أقاصي البكاء، لكنّنا لا نلمح وجودها إلا على صيغة المتاهة والاغتراب "كلما زدنا منها اقترابا  كلّما زدنا منها اغترابا". هذا الوطن المفقود في لحظة غياب منا نريد أن تكون ضحايا وشهداء لتحرره. في فضاء المتاهة والاغتراب هكذا تريد الذّات أن تنحت وتنحر متّسعا من النثرانهارا والتّأريخ ابوابا والتذكّر إمعانا والوصف فتحا من فيض وآفاق يرفرف في سكينة وجراح تنزف دما من ماض إليم ويم من أنين وبكاء مكتوم ، فيكون الفضاء الذي رأت فيه الطفولة القتل مذابح التنكيل  والتشريد مجالا يجعل القبض على تخيل الماضي في أماكنها  تدرّبا على الحياة وسط أكوام مواتا بغير حياة. يبدأ العشق من داخل فضاء تمّ فكاكه وسحله وفي الزمان يكون فيه الفرح ميتما ومهرّبا وأنينا حيث الموت يشرّد معالم الأماكن ويمحوها ومعها الأجساد والأنفس والأرواح. تغادر الطفولة مدرسة الحياة وزهرتها من الزهور واللعب والانتماء وتذهب إلى بلاد "بعيدة كالقالب المسجور وقريبة من سجن به سجان معتوه وكرابيج ملفوحة "، تشارك ذاكرتها بغياب الأمل في الحياة في وطن يضيق ليصبح مرسوما في القلب كوشم قُدّ من أحلام وأوهام بعيدة في الذاكرة وقريبة في حاضر بطعم الحنظل متشرذم مع صبر طال ليله ونهار قاتم يكون متوهجا يجعل الرصيف والروح والجسد والألم نارا وعذاب مكتوم وصراخا بغير صوت ولا نياحة  ويكون الانتظار أقانيم بقاء و يكون الوطن مجالا لتشرزمها بركل من قدم، فبين الذاكرة واللغة تتولد قصّة تقول اني امة في الوطن ويقال لها أين يتجاور المنطوق والبلاد والأمة تتبادل الذاكرة والوطن والأمة شعبا له  معانى يظهر عليه  العشق ودلالة الحلول في أمكنة لا تبوح بتفاصيلها إلاّ لمن يتلحّف بها كالجراح الدامي بغير أنين من ألم والمغروس في أوهام الإحلام بغير شعور الروح والجسد .يضيق الليل ودجي الظلام بحصار علي نفوس تكاد تنفجر من غيظ قيد فيه نار مستعر  فتجيء الذاكرة موشومة بالتفاصيل تلقيها على اللغة لترسم حياة شعب في  وطن محفورا في القلب ومكتوبا على صخور الخيال والألم و التاريخ يسجل بحبر ممزوج بالألم وبالوحدة وبالتذكّر وبالترحال بحثا عن أرض أرادوا تهريبها من سجلّ الحضارة من معتوه سجل اسمه في مذبلة الحضارة والتاريخ بعفونة يشمئذ من رائحتها خنازير الأرض التي تعشق كل عفن  فكانت القراءة للغة تشهد على أنّ لليلاد وطن فيه شعب له نهرذاكرة وحاضر يتجه لشق طريق بعمق حضارته التي حفرها في أعماق التاريخ والأزمان وفاضة انهارا  ما بقيا الليل والنهار وهو ساجدا للواحد القهار.وأهديكم وأذكركم بتقوي الله سبحانه وتعالي حتي القاكم
( لنستكمل الشخصية المصرييه ..... في الجزء القادم  -- يتبع 8/2)
واستودعكم الله سبحانه وتعالي حتي القاكم لوكان في العمر بقية
المهندس الإستشاري / طلعت هاشم عبدالجيد

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

..{} الشخصية المصرية وتغييرها في الثلاثة عهود الماضية {}. الماضي المؤلم والحاضر المشهود والمستقبل المنتظر تبني البلاد بعلو الهمة ومحو الظلمة وتكاتف الأمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12) } سورة هود
.{} الشخصية المصرية وتغييرها في الثلاثة عهود الماضية {}.
الماضي المؤلم والحاضر المشهود والمستقبل المنتظر
تبني البلاد
بعلو الهمة ومحو الظلمة وتكاتف الأمة.
عندما تكون الكتابة ممكنة, نجد أن مرارة الماضي في الحلق حنظل وأسي, وأوجاع في الجسد لا حصر لها , وأعداء في الداخل والخارج يكيدون كيدا , أناء الليل وأطراف النهار , لكي لا ينبزغ ولا يشرق فجر يوم جديد , فشروق الشمس يحرقهم ويفضح كيدهم , فهل نستطيع رد كيدهم في نحورهم ؟ بالطبع نعم ! لو جعلنا أجسادنا همة تعلوا فوق الآلام والأوجاع , امتدادا لأرواحنا للفداء لنتشتعل نورا وضياء
على أرض  عاش عليها الأجداد والأباء , وتكاتف وتآمر عليها الخونة والطغاة , فأثخنوها بالجراح , وما صرخت من ألم , وما ارتفع صوت  نحيبها وهي تئن وتتوجعوا , والمخلوع والمخنوع والقواد والكذاب والزبانية واللصوص في غمرتهم لعمرك منغرسون ,
فما كان الزّمان يأبى ويرضي أن يتجمّع مع غربة في وطن مجروح لحدّ الفجيعة، فاستجاب الرحمن (سبحانه وتعالي ) لنصرة المظلومين ,  عندما فاض بحر المرارة ووصل الألم إلى أقصي الوجع  وهما يبحثان عن مكان يقيهما من يتم صارخ ومن ليل مظلم دامس، و الجسد ينزف دما  و الذاكرة تستعيد المرار وجراح الروح والجسد.ومن المعجزات أن الله سبحانه وتعالي جعل الرسالة الخاتمه قرآن يتلي أناء الليل وأطراف النهار ونزل علي قلب نبيه وحيا مقروءا ومنجما آيات بينات وشاءت قدرته أنه لم ينزل علي الرسول محمد صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه وسلم كتابا في ألواح مكتوبه كما نزلت التوراه فكان كلام الله سبحانه وتعالي مقروءا كما نزل وبلغه وبينه رسول الله  صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه وسلم لإصحابه رضي الله وعنهم أجمعين كما نزل عليه مقروءا  والكلام المسموع لا يمكن تحريفه أو تبديله أو اللحن فيه ولذلك قال شيخي الفاضل عبد الحميد كشك رحمة الله عليه لا يؤخذ الدين من صحفي ولا مصحفي لإن الذي يحفظ آيات الله من المصحف ما حفظ قرآنه لإن القرآن الوحيد ان لم يحفظ من حافظ يجيد الحفظ وأقر محفظيه بجواز أن يكون من الحفاظ فحتما سوف تتغير المعاني وتتبدل الأحكام ولذلك تكون الكلمة المسموعة هي أشد أنواع الجهاد ولذلك كانت خطبة الجمعة وخطبة العيدين وخطبة الحكام وخطبة الأمراء وغيرها من خطب ولذلك يظهر علي المتكلم صدقه من كذبه فلعنة الله علي حسسكو المخلوع عندما كان يخطب تري وجها من وجوه الكذابين بل هو الكذب نفسه حتي انه أشاع الكذب في الأمة تري دكتور الجامعة يقلده ويكذب دون اعتبار أن الكذب واخفاء الحقائف وأكل أماوال الناس بالباطل من أكبر الكبائر لإن الكذب يؤدي الي الفجور كما أخبرنا المعصوم صلي الله علي وآله وأصحابه الغر الميامين فأدي من فجرحسسكو وعصابته الي سرقة أموال الأيتام والمساكين والفقراء بل أموال الأمة وأصبحوا أئمة يهدون الي الفجور وإلي الضلال وكل أنواع الفساد والعياذ بالله . شياطين من الإنس يتحركون علي الأرض وكانو من الفاسقين من  بين المفارقات  التّرحال في الأمكنة والتردّد بين الأزمنة بحثا عن حاضر ممكن واستباقا لمستقبل هلاميّ التكوّن تكون اللغة نطقا لا كتابة يجمّع تفاصيل الذاكرة ويستحضر وجودا ثقيلا، استردادا للمكان الذي تمّ نهبه وللزّمان الذي ضاعة فيه الأمة تشريد لا تعرف لها هوية ويجيء الكلام خطابا مصنوعا من تفاصيل تؤرّخ لوجع الروح وتقول ما عانته الأجساد وما عاشته الذاكرة لم يكن لها الحق في أن تتجمّع، وهي المحاصرة بالجواسيس وبالقهر وبالقتل. هذا التجميع لشتات الذاكرة يقابله تكثيف لما تعيشه الروح من عشق جارف لإمة  أرادت أن تحيا داخل انتماء  يحوز على هويّة ويمتلك وطنا ويضيف لحاضرته المتفرده الضاربه في التاريخ بعبقه الفياح ، وينتمي لذاكرة على ضفافها يرفرف الكثير الذي جعله هذا المخنوع المعلوج  قليلا ضائعا  من فرح مسروق.
وأهديكم وأذكركم بتقوي الله سبحانه وتعالي حتي القاكم ( لنستكمل الشخصية المصرييه ......... في الجزء القادم -----يتبع 8/1 )
واستودعكم الله سبحانه وتعالي حتي القاكم لوكان في العمر بقية
المهندس الإستشاري / طلعت هاشم عبدالجيد

الخميس، 18 أكتوبر 2012

عن أبي ذر الغفاري قال : أوصاني خليلي بأربع كلمات هن إليّ أحب من الدنيا وما فيها قال لي : يا أباذر : أحكم السفينة فإنّ البحر عميق , واستكثر الزاد فإنّ السفر طويل , وخفف ظهرك فإنّ العقبة كؤود , وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير " رواه الإمام المقدسي .

بسم الله الرحمن الرحيم  وبه نستعين
اللهم انفعنا بما علّمتنا وعلّمنا ما ينفعنا وزدْنا علمًا، وأرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتّبعون أحْسنه، وأدْخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
والحمد الله رب العالمين
عن أبي ذر الغفاري  قال : أوصاني خليلي  بأربع كلمات هن إليّ أحب من الدنيا وما فيها  قال لي : يا أباذر :"أحكم السفينة فإنّ البحر عميق , واستكثر الزاد فإنّ السفر طويل , وخفف ظهرك فإنّ العقبة كؤود , وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير " رواه الإمام المقدسي .
يامن تريد النجاة
جدد السفينة ، فإن البحر عميق ..وأكثر الزاد فإن السفر طويل
وخفف الحمل فإن العقبة كؤدد ..
وأخلص العمل فإن الناقد بصير
فاليوم عمل لا حساب ، وغداً حساب لا عمل .!
لله (سبحانه وتعالي ) در من قال :
إذا لم يكن للمرء أعين يري بها * فلا أشك أن لا يري في الضحي
ومن اتبع هواه عميت بصيرته  * فلا يبصر في الضحي ولا في الدُّجى
ابو زر الغفاري    من أصحاب الهمم العالية من الذين نالوا معالي الأمور والعزائم القوية. أوصاه النبي المختار    بوصية غالية بقوله  ( يا أبا ذرّ جدّد السفينة فإنّ البحر عميق، وأكثر الزاد فإنّ السّفر طويل، وأخْلص العمل فإنّ الناقد بصير، وخفّف الأثقال فإنّ في الطريق عقبةً كؤود لا يقطعها إلا المخفّون.) فالجنة محفوفة بالمكاره، قال ابن القيم -رحمه الله-: "علو الهمة أن لا تقف دون الله، ولا تتعوَّض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلا منه، وأعلى الناس همة وأرفعهم قدرًا من لذتهم في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه، قال تعالى)قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ( سورة يونس الآية 58  وقال ابن القيم أيضا ولله در الهمم  "ما أعجب شأنها , وأشد تفاوتها ,فهمة متعلقة بالعرش , وهمة حائمة حول الأنتان والحش (القازورات والأوساخ )" ,ولا غرابة أن رسول الله    وجه الصحابة أن يعملوا بقدر ما يطيقون  فكانت علو همتهم لا يدانيها همة ويتسابقون في المعالي السامية فحرصوا علي ما ينفعهم ولم بفعلوا ما يضرهم أو يشينهم  , واستعانوا بالله وحده لا شريك له ولا ند ولا ولد ولم يعجزوا أو يتكاسلوا فكان لهم ما أراد الله جلي في علاه لهم فرضي عنهم وتاب عليهم ومنحهم جنات الفردوس وأمرهم    إذا كان في يد أحدهم فسيلة (شتلة ) في ساعة قيام الساعة فاليغرسها إن استطاع فكانت لهم المعالي العليا والسمات الرفيعة والخلق القويم وغرس الصحابة  رضي الله عنهم في التابعين وفي الصالحين من بعدهم هذه السمات النبوية الرفيعة وعلوالمعالي والهمم الباسقة المضيئة علي المحجة البيضاء ليلها كنهارها  أنظر الي علو الهمم كم كان للتابعين والصالحين  من ذلك الكثير فمكث الطبري رحمة الله عليه أربعين سنة يكتب يوميا أربعين صفحة في التاريخ وابن الجوزي رحمة الله عليه يقول : نظرت الي علو الهمة فرأيتها عجبا فإني أروم في كل العلوم والعمر ماضي لا يتوقف وأعجز عن بعضه وأعمل بالعلم وإفادة الخلق ولا ألي وأستغني عن الخلق وأشتغل بالعلم عن مانع الكسب الكثير لكي لا يضيع من أنفاسي نفس في غير فائده .
فصاحب الهمة العالية يأمل في قبر روضة من رياض الجنة بعدها جنات فيها مالا يخلد بخلد بشر ولذلك كانت دنياهم عبادة لا تنقطع من قيام وركوع وسجود خشوع دائم وقراءة الذكر والتدبر في قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعملوا بوصية النبي    فحازوا الدنيا والآخرة فقد قال  من كانت الآخرة همة : جعل الله غناه في قلبه , وجمع له شمله , وأتته الدنيا وهي راغبه , ومن كانت الدنيا همه : جعل الله فقره بين عينيه , وفرق شمله , ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له .
ويقول الحسن البصري (رحمه الله ) : من نافسك في دينك فنافسه , ومن نافس في دنياه فألقها في وجهه ونحره .
انظر معي واتعظ فأصحاب المعالي والهمم العالية يترفعون عن سفاسف الأمور وإضاعة الأوقات,. جادين في الطريق بنور وهدي من رب العالمين وقالوا سمعنا وأطعنا سمعوا القرآن فعملوا به وبسيرة النبي المختار  وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين , نشاط في العمل ولا تراخي في الكسل لا يسرقون الناس ولا يأكلون الحرام ولا يتسترون تحت شهاداتهم الدنيا في دكتوراه في الطب أو ليسانس في الحقوق أو غيرها من الشهادات الدنيويه ويظنون أنهم مانعتهم من العقاب فغفلوا عن الله جلي في علاه فهل يعرفون أن مكرهم مردود عليهم مهما صلوا وصاموا وأقاموا الفرائض وهم في الدرك الأسفل من النار أنظر لقوله تعالي ( يخادعون الله وهو خادعهم )  صاحب الهمة سباق الي الخيرات , ومن المأثور : إذا هممت بخير , فبادر به , وإذاهممت بفسق أو شر فاهرع الي الضوء والصلاة وقراءت القرآن فأصحاب الهمم يتعبون ويقاسون في طريق الصعود لدرجات الكمال , تعب يعقبه فرحه , ويظفرون من الله جلي في علاه نعيم لا شقاء بعده  فابن القيم رحمة الله عليه يقول : أجمع علماء الأمة وعقلائها أن النعيم لا يدرك بالنعيم , ومن آثر وسرقة الناس فاتته الراحة , وبحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة , فلا راحة لمن لا هم له , ولا لذة لمن لا صبر له , زلا نعيم لمن لا شقاء له , ولا راحة لمن لا تعب له , فإذا تعب العبد قليلا , استراح طويلا , فالراحة والنعيم في دار السلام , فأما في هذه الدار فكلا ولا .
وقال  محذرا من ضعف الهمة وفتور العزيمة الذي يؤدي إلي التفلت من أحكام الدين والتهاون في أداء الواجبات , والتسويف في القيام بالعبادات ,:اغتنم خمسا قبل خمس : أ – حياتك قبل موتك , ب – وصحتك قبل سقمك , ج – وفراغك قبل شغلك , د – وشبابك قبل هرمك , ه – وغناك قبل فقرك . ويقول أيضا    بادروا  بالأعمال قبل أن تدرككم فتنا كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا , أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا .
 فلا همة ولا مراتب عاليه ولا نصرة لديننا وأمتنا إلا باتباع هديه    
وذلك *بقراءة القرآى وتدبر آياته وأحكامه ومواعيظه والوقوف أمام آيات العذاب وهلاك الظالمين والمجرمين ووعيد الله سبحانه وتعالي لهم.  
*تدبر سيرة النبي    
*تدبر سيرة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم
*تدبر سيرة الهاديين المهديين أصحاب الهمم .
*حضور مجالس العلم والتفقه في الدين .
* التفكير والتأمل في الحال والمآل .
فالجنة غاليه فهي سلعته سبحانه وتعالي لعباده المخلصيين ولكنها محفوفة بالمكاره ,
ومن أراد السعاده , تجمل بالصبر في العبور علي جسر المشقة بالجد والإجتهاد , وقال ابن القيم ( رحمه الله ) : فالهمة العالية تتعلق بصاحبها دون غيره وإذا كانت النية صحيحة , تقوده للطريق والهمة تقوده للمطلوب , فإذا توحدت النية والهمة كان الوصول غايته , قال الله سبحانه وتعالي (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) الآية :(69) سورة العنكبوت
 (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (نوح: 28
واستودعكم الله سبحانه وتعالي حتي القاكم لوكان في العمر بقية
المهندس الإستشاري / طلعت هاشم عبدالجيد