{} إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) {} من سورة البقرة.
من العجب: كما شرف الله الإنسان بحمل الأمانة، وكرمه بالفطرة الإختيارية ، فطرة أن لا إله إلا الله، فطرة الدين الحنيف، وكما نفخ فيه من روحه، جاء تكريمه الأهم لحياته المقبل عليها متمثلاً في الإختيار والتسيير بالعلم.
العجيب في تلك الصناعة مقولة متداولة بين العامة وكل من هب ودب والأغرب من ذلك أنها متداولة بين المهندسين في جميع فروع الهندسة إلا ما رحم ربي ( سبحانه وتعالي ) والمهندسون المتخصصون في غيبوبة الجري وراء لقمة العيش لإطعام اسرهم ومن يعولهم .
فتجد هذه الفئة المحترمة يستجدون الفساد (الوسطاء والسماسرة وقطيع لا بئس به من المسئولين الفاسدين) لمن لهم علاقة بصناعة الفساد , فصناعة الفساد -(عنوان كبير لمجالات شتي)- قوامها أنها تتكون من قانون الإسكان الموحد رقم 119 لسنة 2008 م ولائحتة التنفيذية 118 لسنة 2009 م ولا علاقة لهذا القانون بتنظيم المنشآت السكنية نهائيا ولا يشير لنظريات التصميم ولا حتي بالمواصفات الهندسية ولا بالكودات المنظمة لإعمال التصميم الهندسية ولا المواصفات القياسية للمباني وغيرها بل تم وضعه بعناية فائقة للإضرار بالثروة العقارية وتركيزها في أيد من يقومون بغسيل الأموال ويسمون بهتانا وزورا بطبقة رجال الأعمال الذين يؤسسون شركات عقارية أو شركات مقاولات للمنشآت السكنية ويستخدمون اوراق يأسماء مهندسين لتسجيل أنفسهم في اتحاد مقاولي البناء مقابل مادي لا يتجاوز الخمسمائة جنيها دون علم المهندس أو بعلمه تحت وطأة الحياة وجحيمها يقبل المهندس بذلك ويستفون ويستوفون أوراقهم بطريقة تدل علي فساد النقابات والأجهزة المعنية باستخراج الموافقات للمقاول أو الشركات والجهات الرقابية المعنية بذلك وحدث ولا حرج مما أؤكد أن ذهن وعقل وفهم المخلوع هو الذي صنع صناعة الفساد في هذا المجال , لإجل السيطرة علي العباد لغسيل الأموال وتفشي السرقة والرشوة والمحسوبية وتهريب الأموال للخارج بعد غسيله في الداخل والخارج وتوظيفها في إستيراد حديد التسليح المغشوش علي أنه حديد تسليح عالي المقاومة وهو منخفض الإجهاد والأسمنت أيضا وحدث ولا حرج .
ونستكمل ما بدأنا وهذا الجزء الرابع والأخيرعن أ سباب الإنهيار للمنشآت السكنيه :
11 – هناك عوامل تؤثر في سلامة المنشأ وهذه العوامل قد يكون لها تأثير في انهيار المبني إذا اكتملة معه عوامل أخري مما وضحناه ونجملها كما يلي :-
أ- حدوث انفصال حبيبي للخرسانة أثناء الصب بسبب تأخر وصول سيارات الخلط ومضخات الصب التي تسبب في خلط الخلطة الخراسانية أكثر من اللازم لإن فترة التقليب تعتمد علي سرعة الخلاطة وزمن الخلط لمكونات الخلط وإضافة نسبة المياه المطلوبة وأيضا تحدث هذه الظاهرة عندما تستخدم هزازات ميكانيكية خاصة بأعمال دمك الخرسانة يطريقة خاطئة لمدة كبيرة وبطريقة عشوائية وبدون خبرة .
ب- استيدال تسليح الحديد من قطر أصغر أو أكبر بدون دراسة وبطريقة سيئة دون مراعاة إجهاد التماسك بين التسليح والخرسانة بالنسبة للقطاع وبالنسبة للمسافات بين الأسياخ وبعضها ولايؤخذ ذلك في الإعتبار .وأخطر من ذلك حدوث تعشيش أثناء الصب ناتج عن زيادة أقطار التسليح أو تقليل المسافات بين الأسياخ وقد يحدث تسويس أيضا .
ت-عدم تقوية الشدات ( الفرم ) الخشبية أو الحديدية أو أي نوع آخر وتثبيتها جيدا مما قد يحدث في سقوط بعضها أثناء الصب أو انهيار الشدة في أجزاء مهمة مما يسبب أضرار بالخرسانة في أماكن أخري دون الإنتباه اليها أو ملاحظتها وكذلك بالنسبة لوضع السقالات والسكك الخشبية أو المعدنية أو أي نوع آخر.
ث- الحوادث والصدمات قد تحدث لبعض المباني قبل اتمام تماسك الخرسانة وعدم مرور الزمن الكافي لتماسكها وهو تقريبا 28 يوما ( وهذا الرقم يعتمد علي نوع الخرسانة والإضافات ونوع الفرم والهيكل الخرساني للمنشأ ونوع المنشأ والغرض من انشاؤه الي آخره ).وذلك في المباني والمنشآت القريبة من الشوارع الرئيسية والطرق السريعه فتؤثر تأثيرا سيئا علي المباني والمنشآت ولذلك يجب عمل واتخاذ الإحتياطات اللازمة بكل الطرق الممكنة وحمايتها .
ج- التعديلات والتغير في نظام المباني بالنسبة للحوائط والتكسير في الكمرات أو الأعمدة ( الهيكل الخرساني ) أو النشاط المقام عليه المبني أساسا.لوجود فروق في الأحمال الحية والميته وأيضا في التشطيبات مما يؤثر تأثيرا سيئا علي المنشآت .فالمدارس تختلف عن المستشفيات وعن المكتبات وعن المباني العامة والسكنية والإدارية والفنادق والمخازن وغيرها وهذه الأنواع جميعها كل منها يختلف عن الآخر في الأحمال والقطاعات الخرسانية وكذلك في التشطيبات ولها أحمال ميته مختلفة وأحمال حية مختلفه أيضا بفروقات كبيرة .ولذلك تكون التصميمات الإنشائية لكل نوع مختلف عن الآخر .
ح- تأثير المياه والرطوبة والعزل الحراري والمائي والرطوبة .وخاصة علي الأسطح عندما تكون معرضة لمياه الأمطار ودالحرارة بدون عزل جيد فيؤدي إلي حدوث ظاهرة صدأ التسليح (سرطان التسليح أو الحديد ) وسقوط الغطاء الخرساني نتيجة تآكل التسليح بسبب الصدأ .
خ- الترميمات والتدعيم دون دراسة هندسية ذات خبرة طويلة في تصميم التدعيم والتنفيذ عمليا ونظريا للمباني بكافة أنواعها .
د- التعلية وزيادة ارتفاعات للمباني والمنشآت بدون عمل دراسة كاملة للأحمال ومعاينة المبني ومعرفة زمن انشاؤه ودون ترخيص أو بترخيص من غي معاينة المباني وحالتها ودراسة الأحمال والأساسات وعمل الإختبارات اللازمة وما يلزم من اجراءات واختبارات ودراسات .
ذ- المباني التي تمر من فوقها الطائرات أي في الممرات الجوية للطائرات وتأثير تفريغ الهواء والصوت وتأثير ذلك علي المباني وارتفاعاتها وخاصة للسرعات الكبيرة مثل اختراق حاجز الصوت .
ر- عدم صيانة المباني دوريا وقد لا يحدث نهائيا للمباني العامة والخاصة فالصيانة هي النظافة والإهتمام بالمنظر المعماري ونظافته دون العناصر الإنشائية .
ز- فالصيانة تعني المعاينة الفعلية الدورية علي كافة عناصر المبني من عناصر انشائية وصرف صحي وتشطيبات ومعالجة أي خلل في بدائياته لإن اهمال الخلل في بدائياته يؤثر تأثيرا سيئا لا يمكن ادراكه.
أخيرا .
هناك إنهيارات للمباني بسبب الإهمال في التنفيذ أو الصيانة أو الإستخدام نجملها كالآتي : -
1- هبوط مفاجئ للتربة نتيجة لوجود عوامل جيولوجية لقطاعات التربة ولم تؤخذ في الإعتبار لعدم دقة أخذ العينات لكافة الطبقات الحاملة للمبني.
2- درجات الحرارة العالية بسبب نشوب حرائق بالمبني أو المنشآت المجاورة أو انفجارات مثل أنابيب البوتوجاز وغيرها أو العوامل الجوية السيئة الي آخره .
3- وجود مشاكل بالمباني المجاورة كحدوث انهيار جزئي أو كلي أو خطورة داهمة وحدوث انهيار مفاجئ فيحدث تفريغ هوائي يؤثر علي المباني المجورة .
وأذكركم بتقوي الله سبحانه وتعالي حتي القاكم انشاء الله . ( وكل عام وانتم بخير بعيد الفطر المبارك )
واستودعكم الله سبحانه وتعالي حتي القاكم لوكان في العمر بقية
المهندس الإستشاري / طلعت هاشم عبدالجيد