الخميس، 27 فبراير 2014
.*وطن يترنح ، وشعب مقهور ،وفيه هذا الكم من الضياع* .
وطن يترنح ، وشعب مقهور ،وفيه هذا الكم من الضياع .
انظر: عبق الماضي من القرن الماضي ، وقارن بقارن ، واحكم وذكر فإن الذكري ، تنفع المؤمنيين .
سعادة الباشاأو صورة من صور التصنع.
من الناس من يهئ له القضاء أسبابا ليتصف بصفات النبالة والشرف فما يبطنه مما تخفي النفوس نبيل ، وما يظهره مما تبديه الجوارح لطيف ظريف ،وهؤلاء هم الشراف عرفا واصطلاحا . ومن الناس من ينشأ فظا فيما يعلن ، مرذولا فيما يسر ، فتعاف مظهره ومخبره معا ، فهو حقا من الطغام رغم وفرة نعمه ، وكثرة خدمه ، وحسن ثيابه .ومختلف ألقابه . وذلك لأن النبالة الحقة صفة من صفات النفس ، وان مظاهرها من الحركات الخارجية لا تؤثر أثرها الصالح في الناس ، ولا تقع وقعها الحسن إلا اذا كانت ترجمة مطابقة لما في النفس الشريفة من معاني الشرف وبواعثه. واليك وصف نبيل من نبلاء العرف لم يجعله الله (عز وجل ) ليكون نبيلا ، ولكن الزمان الأعمي حشره في زمرة ذوي الألقاب من أهل الشرف ! عرفت ذلك الباشا منذ كان طفلا فكان يأكل كما تأكل الأطفال من أبناء طبقته ، ويفرح كما يفرحون ، ويحزن كما يحزنون ، فيه وداعة البساطة ، فاذا حزن ظهر عليه حزنه ، وإذا غضب بدا عليه غضبه . وذهب الي المدرسة وجد واجتهد ، وجاز عليه كل ما يجوز علي التلاميذ من حيل ، وفوز ، وآمال ، ومثوبة ، وعقوبة .وبعد أن جاز دور التلمذة ارتقي سريعا الي درجات أرباب المناصب المميزين ، ثم حبي الرتب ، ثم منح الألقاب ، وخلاصة القول أن صديقنا الطفل الوديع المتواضع حسبا وحالا أصبح شخصا آخر .أصبح مولاي الباشا ... ومولاي الباشا تعلم من غير حذق كيف يهتز في مشيته معجبا ، وكيف يحي أقرانه القدماء من أصحاب (الحضرة ) بنوع من البسمات الحائرة التي توهمك أنها تهبط عليهم من الأفق الأعلي ، وكيف أصبح يحي زملاءه أصحاب ((السعادة )) بنوع من الابتسامات المترققة المتظرفة التي لا تطابق في صناعتها صناعة الله لوجهه القاتم وشفتيه الغليظتين ! أصبح لمولاي الباشا بطن ولقد كان رفيقي الطفل لا بطن له ، وأصبح صوت سعادته يتشعب عند خروجه فبعضه يخرج من الأنف الشامخ، وبعضه يخرج من حلق مقبوض العضلات ، وقد تسمع من صوته المتوزع بين نبرات الغرور ، والادعاء ، والتعاظم ، رنات تشبه نغمة التؤدة والرزانة والوقار ، كان مولاي يوهمك في تباطؤ أن كلماته ذهبية تتثاقل في تتابعها لما فيها من النفاسة والحكم ... أين ذلك الصوت الماضي الذي لم يكن فيه تكلف ولا صناعة وكان يخرج كأنه حديث القلب السليم ؟ وأين تلك المشية الخفيفة التي حلت مكانها المشية المتثاقلة ؟ وأين ذلك الاطمئنان والسكون الذي كان لعضلات رقبته ووجهة ، فحل محله التقلص والتصعير ؟ وأين ذلك الهندام البسيط وقد حل محله نوع من الاناقة والتجمل لا يتناسبان وسحنته البغيضه . أشفق علي مولاي الباشا أن تعتاد حنجرته وأرجله وعضلاته ونظراته مالا يلائمها من الطبع ، ويصبح مثله مثل الذي يدع صنعه الذي يليق به ويشاكله ويطلب غيره فلا يدركه ، ولذلك أعيد عليه ما قرأه وقرأناه في كتاب ((كليلة ودمنة )) في باب (الناسك والضيف )).
((زعمو أن غرابا رأي حجلة تدرج وتمشي فأعجبته مشيتها ، وطمع أن يتعلمها ، فراض علي ذلك نفسه ،فلم يقدر علي إحكامها وأيس منها وأراد أن يعود الي مشيته التي كان عليها ، فإذا هو قد اختلط وتخلع في مشيته وصار أقبح الطيور مشيا .))... مولاي : خفف عن نفسك غلواء شخصيتك الموهومة ، وكن كما أراد الله أن تكون عليه مما يلتئم مع شكلك ومما يتفق مع راضك عليه آباؤك وأجدادك ، واعلم أن من لبس ثوبا ضافيا فقد يتعثر ، ومن لا يحذر مخاطر التعالي فقد يتدهور . السبت في 19 من ديسمبر سنة 1925 م
الدكتور : منصور فهمي
talaath3@gmail.com المهندس الإستشاري : طلعت هاشم عبدالجيد بالمعاش .
الأحد، 23 فبراير 2014
*سعير الحادثات من مستصغر الشرر. *
الأحد، 16 فبراير 2014
رسالة عاجلة إلي كبير الضرائب المصرية
الأربعاء، 12 فبراير 2014
يالوعة ما حاك بك يا وطني من الأسي.
<
يالوعة ما حاك بك يا وطني من الأسي.* **** لقد تورم كبدي ودمي قلبي من الأسي** .
كتمت في صدري ما يحاك بك ياوطني**** فاشتعل الجمراللهيب في جسدي عليك ياوطني **
كنت زخرا ونبراسا يحسدك الأعداء عليها **** فالتهب بالقلب نيران الحساد بلظي لهيبها **
لم يبق لي صبر والأعداء يدججون لهيبها **** أين الحكماء يطفئونها ويعالجون آلامها**
فسرت أجول مسرعاً في ارجاء دروبك **** وهالني ترويع أمنك وقتل خيرة ابنائك**
فالفاسدين مازالوا يشعلون النار لضياعك**** وكدست إحشائهم بالحقد وتآمروالضياعك**
وطاش حلمي لم أعد سائلاً ما دهي ابناؤك **** فما زالت خطايا تئن وتتوجع لضياعك**
فدعوت الرحمن لإيقاظ ضمائرالحكمة لابنائك **** فسمعت صوتا يئن في كل ارجاؤك**
بين طفل ومكلومة تصرخ علي جريح أوقتيل**** وما كنت يوما تلفظ ولا تبيع ابناؤك **
اتذكر يوم أن حملنا السلاح وأنا منهم لإعدئك **** والشهداء قدموا ارواحهم لفدائك**
وتكواوراءهم رجالا ما فرطوا في قطرة دم منك **** واصبحوا اليوم شيوخا يروا آلامك **
فقت من اغفاءتي فرأيت شانئن لذبحك **** وسواد الظلام من البغاة في كل ارجائك
br />
معذرة ، نشر هذذه الصرخة في موقع نقابة المعاشات.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)