.{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }. الرعد:11
.{} الشخصية المصرية وتغييرها في الثلاثة عهود الماضية {}.
نستكمل الجزء السابع من
الماضي المؤلم والحاضر المشهود والمستقبل المنتظر
تبني البلاد
بعلو الهمة , ومحو الظلمة , وتكاتف الأمة.
معجزة الرساالة الخاتمة : هي الكلمة المقروءة, وليست المكتوبة, ولذلك نزل القرآن نزولا معجزا, علي رسول الله ,سيد ولد ابن آدم, محمد رسول الله وخاتم النبيين والمرسلين, (صلي الله عليه وسلم ) الأمي, من أمة أميه, الذي لم يقرأ ولم يكتب, ولكنه علم البشرية كلها , ما يقرؤن وما يكتبون, وكيف يقرؤن ؟ وكيف يكتبون ؟(صلي الله عليه وسلم ) .
تأمل قوله :(صلي الله عليه وسلم ) , (مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضَلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ).
أطروحة لا بد منها حتي يمكننا أن نتبين المعجزات في الخطبة الميمونة.
من أعجب ما يكون : أن العلماء والشيوخ قديما وحديثا , يفسرون الأمية : هي عدم القراءة والكتابة .وإذا دققنا في معني الأمية , وحال الجزيرة العربية وقبائلها , نجد شئ عجيب ومعجز , أن العرب الذين يعيشون في الجزيرة العربية وخاصة مكة , كان منهم من يقرأ , ومنهم من يكتب , ولم يفكروا لحظة واحدة في تسجيل ما يدور حولهم بالكتابة حتي تكون للأجيال بعدهم , بل توارثوا ذلك تلقينا بالتباري في الخطابة , والمدهش ! أن هذه البقعة من العالم , لم تتعرض للغزو من الشعوب المجاورة لها , مثل: الكنعانيين بالعراق , ولا المصريين في مصر , والرومان وفارس , وغيرهم. مما جعل لهم خصائص تجمعهم في لغتهم العربية بلهجات متعدده .
ولن نخطئ عندما نتوصل : أن كلمة الأمية تعني : أن اللغة التي يتكلمون بها , لم تجد من حياتهم ما يكتبونها , لكونهم ما يصبحون عليه , يمسون عليه , والدليل في القرآن الكريم :
.{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}. سورة العنكبوت
.{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) }. سورة النحل
وكل نبي ورسول بعث في أمته, وبلسان قومه, أما رسول الله صلي الله عليه وسلم : أرسل الي البشرية كلها .{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)}. سورة سيأ (سبحان الله ) للذين يتكلمون أو يكتبون بغير علم - وهم لا يفهمون الحكمة الإلاهية في نبوة الرسول الخاتم, لابد أن تكون معجزته, فيما لا يستطيع أي مخلوق مكلف من الإنس والجن,إلا أن تكون معه في كل لحظة ,أو فانتو ثانية بل لحظة, لإن اللحظة تعريفها العلمي ليس لها ادراك وقتي, فهي بين الكاف والنون, فما نطق انسان بحرف إلا ويتذكر كتاب الله عز وجل المقروء من الصدوروالقلوب ,ولذلك تجد أن الذين يسلمون تجدهم لم ولن يقرؤا القرآن مكتوبا في صحف, ولكنهم سمعوا آية أو آيات فنزلة علي سمعهم ,وعقولهم ,وقلوبهم ,فاهتز وجدانهم ,دون أن يدركوا معناها ,فلم تمر عليهم مر الكرام ,حتي يتساءلوا,كما تساءل الذين من قبلهم, فيقال لهم, أنه القرآن فمن هنا يبدؤن بالتعرف عليه من خلال قراءتهم لترجمة معاني الآيات, من صحائف قد ترجمة لهم, قد يكون قد دس لهم فيه السموم ,وقد تكون ترجمة علي غير فهم من المترجم, وقد تكون بحسن نية, المهم, أن هذه الهزة القرآنيه لا تشفي هزات وجدانهم عندما سمعوا القرآن مسموعا متلوا تلاوة ,ورتلانه ترتيلا ,عندها يبدؤن في البحث عن المسلمين الذين يدينون بالإسلام وقد لا يشفي ذلك ما وقع في صدرم من الهزة الإيمانيه فيتعلمون العربيه ويبدأ الواحد منهم في تعلم القرآن وتلاوته علي حفظة القرآن وتكون المفاجئة.
كما عبر أحد علماء الطبيعة الذين أسلموا بقوله ( وجدت أن المسلمين لا يعملون ما في قرآنهم ولو عملوا بما في القرآن ما وسع من يراهم إلا أن يسلموا لله رب العالمين ) تحقيقا لقول الله سبحانه وتعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم .{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) }.سورة الأنبياء وكيف لنبي أرسل إلي الناس كافة يتلوا من صحائف بكافة لغات البشر علي اختلاف عقائدهم ومعتقاداتهم وعاداتهم, ويبين لهم ما أنزل لهم من ربهم ,مااستطاع أن يفعل ذلك, فلا بد أن تكون المعجزة مقروءة وحيا من الله علي قلبه ,وبواسطة رسوله الأمين فتستقر في قلبه , ويتلوه علي قومه, وقومه يتلونه علي البشرية جمعاء. يعلمونهم اللغة العربيه ,ثم يعلمونه الي الناس الذين أسلموا , علي كافة لغاتهم وألسنتهم وعاداتهم وتقاليدهم ,ولذلك مع التمعن والتفكر في ذلك :لابد أن يكون النبي الخاتم, من أمة لها خصائص فريده, ليس لها علوم, ولا علماء ,يدرسون تلك العلوم ,كما في بني اسرائيل, أخذوا الألواح المكتوب والمدون فيها التوراة والإنجيل ليدرسوها ويعلموها للناس, ولكنهم كيف ذلك ؟ وهم جهابذة العلم وشعب الله المختار وهم ؟؟؟؟؟؟ وليس أنبيائهم بأفضل منهم, (هذا في وهمهم . فغيروا وبدلوا وحرفوا فنزلة لعنة الله عليهم, ويخاطبهم الله جلي في علاه في القرآن بذلك (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( 18 ) . ) سورة المائدة ونزهل عندما تقرأ القرآن من الصحائف دون أن تتعلمها علي يد قارئ للقرآن , لا تستطيع أن تخرج الآيات صحيحة, ولذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ,يبلغها كما أنزلت , شفاهة وتلاوة , ويتلقاها الصحبة الطاهرة, ويتعبدون بها ويبلغونها الي من هم بعدهم ,حتي وصلت إلينا مقروؤة, وحفظت في المصاحف, وكانت كتابتها من الصحابة معجزة , حيث كتبوها بطريقة يستطيع الحافظ أن يتبين اللهجة العربية التي حفظ بها.وتأمل معي قوله :(صلي الله عليه وسلم ) (مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضَلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ).}{
وأهديكم وأذكركم بتقوي الله سبحانه وتعالي حتي القاكم ( لنستكمل الشخصية المصرييه ......... في الجزء القادم -------- يتبع 8/8)
واستودعكم الله سبحانه وتعالي حتي القاكم لوكان في العمر بقية
المهندس الإستشاري / طلعت هاشم عبدالجيد